كشفت دراسة سويدية أجريت من قِبَل باحثين على 5700 مريض أن حب الشباب يُمكن أن يرفع بدرجة ملحوظة الميول الانتحارية لدى المرضى والتي قد تسوء حالاتهم بسبب استخدام بعض الأدوية المضادة لحب الشباب.
ورصد الباحثون الحالات النفسية للمصابين الذين تراوحت أعمارهم بين 15 و49 عاماً الذين استخدموا دواء "أكيوتان" بين عام 1980 و1989، وربطوها بسجلات الخروج من المستشفيات وحالات وفاة بين عامي 1980 و2001. وقد سُجل بالفعل 24 حادثة انتحار و128 محاولة، وذلك حسب ما ذكر في موقع "ذا لوكل" البريطاني المتخصص في الأخبار.
وانطلقت الدراسة التي هدفت إلى تحليل تأثير دواء "أكيوتان" وإمكانية احتوائه على مواد كيماوية تحفز على الانتحار، حيث إن احتمال الانتحار يبدأ بالظهور قبل سنة من بداية العلاج، ويصل إلى ذروته بعد ستة أشهر من نهايته.
وقال العلماء: "هناك تفسير أكثر احتمالاً وهو أن حالات الإصابة الشديدة بحب الشباب قد تكون هي السبب وراء زيادة خطر الإقدام على الانتحار"، لكنهم قالوا إنهم لا يستطيعون استبعاد أن يكون الدواء وراء ذلك.
وأفاد بعض أطباء الأعصاب بوجود عامل نفسي مرتبط بالعلاج بالدواء، وهو أن يصبح حالة الجلد أكثر سوءاً قبل أن يبدأ بالتحسن، الأمر الذي قد يدفع الشاب للابتعاد عن المجتمع والإصابة بالاكتئاب.
وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير طبي أن بعض العقاقير مثل أكيوتان الذي يحتوي على الإيسوترتينيوين تقلل خطر الانتحار في بعض الشباب وتحسن مظهرهم، لكن بالنسبة لبعض المرضى الضعفاء، فقد يحفز الدواء هذا السلوك.
وقال العالم السويدي في معهد "كارلونسكا" الطبي أندريس ساندستروم إن هذه النتائج يجب أن تدفع الأطباء إلى التوصية بمتابعة المرضى نفسياً لمدة سنة كاملة بعد العلاج.
ووضح الباحث النفسي جون سوليفان أنه من الصعب إلقاء تبعه الميول الانتحارية على عقار "أكيوتان" باعتبار أن "مرض حب الشباب يمكن له أن يتسبب بأمراض نفسية، على رأسها الاكتئاب".
آثارها الجانبية
تم ربط "أكيوتان" بالتسبب في عيوب خلقية للأجنة اذا استخدمته النساء الحوامل، كما يعتقد أن له آثاراً جانبية على الصحة العقلية إلا أن شركة روش تتصدى بقوة للمزاعم بتضرر أحد من المستحضر في هذا المجال. السلوك العدواني والغضب وفقدان الرغبة الجنسية.
ومن أعراضها الجانبية الأخرى الصلع ومشاكل في النظر وحكة في الجسم وجفاف العيون ونزيف في الأنف وارتفاع إنزيمات الكبد وألم المفاصل والعضلات وسلوك عدواني وفقدان السمع وانخفاض كريات الدم البيضاء وتآكل العظام وسكتة قلبية أو دماغية والصرع.
وذكرت شركة روش السويسرية المصنّعة للدواء العام الماضي أنها ستوقف بيعه بسبب منافسات العقاقير الأرخص له منذ طرحه في الاسواق عام 1982.
ويُعتبر حب الشباب من أكبر المشاكل التي تتعلق بالبشرة، ويعاني منها 85% من المراهقين في الولايات المتحدة أي 17 مليوناً من المراهقين.